فحيث تعتبر استدامة الزراعة مطلبا أساسيا لضمان ديمومة البيئة والمجتمع والحفاظ على مستواه وتطوره حسب الظروف والعوامل البيئية المساعدة ,,، مما يؤكد استمرارية التزود بالسلع التموينية المتواضعة من البيئة البحرينية ومنتجاتها رغم بساطتها وقلتها إلا أنها لا تزال معشوقة لدى العديد من شرائح المجتمع البحريني ودائمي الإقبال على تلك المنتجات رغم قلتها وشحاحتها ومتمسكين
بزراعة كتراث وطني يجب المحافظة عليه رغم تعدد الظروف والمعوقات المختلفة التي تعيق أو تواجه تلك الثروة النباتية ,,, فخلال تلك السنوات الماضية وقبل الطفرة النفطية تمتعت القطاعات الزراعية في البحرين بدعم مستمر من الحكومة الرشيدة طوال العقود المنصرمة فدعم كان كبير ومتعدد التوجهات والنظم الأمر الذي أدى إلى تميزها من حيث الطابع الثقافي وغناها بالموارد الطبيعية فالبحرين أم مليون نخلة والبحرين الخضراء إلا أننا خلال السنوات الحالية نشهد تراجع مخيف لتلك الثروة فمن المؤسف حقا بعد تلك الجهود أن يتهاوى هذه القطاع مع مرور الزمن ونكاد أن ***ق أعيننا يوما لنشاهد انحسار تلك الثروة الوطنية التي هي أحدى زوايا تراث وثروة من ثروات الوطن
أن العمل على إيجاد برامج عمل تطويرية تسهم في تحسين طرق الإنتاج الزراعي والمحافظة على البقية المتبقية من هذه الثروة التي التي نجدها في بعض دول الخليج الشقيقة تلقى كل الاهتمام وقد كتب عليها أصناف بحرينية في الوقت نفسه نحن نخسر أمهات تلك الأصناف كمصادر نظرا لعدم وضع خطة للمحافظة على تلك الأصناف أن هذا العمل بحاجة إلى تكاتف الجميع و بالتعاون مع البقية المتبقية من المزارعين بات أمر ضروري أيضا لتشجيعهم على الاستمرارية في هذا الطريق رغم الظروف والعوامل الطبيعية التي تقف مانعاً بالمحافظة على الحزام الأخضر
إن تطور الزراعة يحتاج إلى تكاتف ولا يقتصر الأمر على الجهات المعنية بشئون الزراعة بل بحاجة إلى تعاون الجميع ومعرفة وفهم المعوقات والظروف التي تواجه الثروة النباتية في مملكة البحرين والمعوقات التي تواجه المزارع نفسه وكيفية تعريفه لاحتياجاته، فأكبر مشكلة تواجه المزارع هي المياه والتربة و كيفية زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بشكل دائم باستخدام ما يتوفر لديه من مصادر محدودة من الأرض والمياه والعمالة والآليات الزراعية. فهذه العوامل تؤثر على البيئة النباتية الحالية والمستقبلية حول استخدامات الأراضي. ،فلابد أن يتمتع المزارع بوعي يمكنه من تبني أساليب وتقنيات الزراعة الحديثة والتي من شانها زيادة العائد من الزراعة والعمل على ديمومة الزراعة وتطويرها وزيادة فرص بقاء الثروة النباتية البحرينية في هذا القطاع بصورة أفضل من الوضع الحالي وهنا لابد لنا أن نشيد بجهود سعادة وزير البلديات والزراعة سعادة معالي الأستاذ علي صالح الصالح على استثمار المياه المعالجة لري التي سوف تكون لها دور كبير وفعال إنشاء الله تعالى في القريب العاجل
ومن اجل بلورة مفهوم أفضل عن الخصائص الزراعية التي تطورت تدريجيا من خلال المحاولات المستمرة لمواجهة الظروف البيئية المتغيرة والمحافظة على هذه الثروة الوطنية عبر الوسائل العلمية الحديثة ، حيث يمكن ملاحظة تأثير التغيرات البيئية على أغلبية النباتات في مملكة البحرين وبات العمل على إعادة تبني خطة استراتيجية لزراعة نباتات أساسية التأقلم البيئي لمملكة البحرين وإعطاء المشروع الأعمار أهمية واستراتيجية بإعادة تصنيف وزراعة جميع أصناف النخيل وزراعة الأشجار والشجيرات المثمرة التي هي تعتبر نباتات أساسية التأقلم البيئي لمملكة البحرين المعمرة في المملكة التي تتراوح أعمارها ما بين 40 إلى 60 سنة تقريبا ،فتفيد الدراسات الحديثة من خلال مؤشرات بيئية أن
المنطقة مرت بعدة تغيرات أساسية بيئية أدت إلى ارتفاع في درجة الحرارة وشح المياه الجوفية وارتفاع نسبة الأملاح فجميع تلك العوامل لها دور رئيسي لتأثير على البيئة الزراعية وهناك عوامل أخرى محدودية الأراضي الزراعية وقلة الخبرة في المجال الهندسي والفني الزراعي ,,, استهلاك الأراضي والمياه الجوفية بأساليب خاطئة في بعض المزارع ولازالت تلك الأساليب متبعة رغم الإرشادات والتوجيهات المستمرة التي تقدمها الجهات المعنية في وزارة شئون الزراعة ,,, كذلك الزحف العمراني المستمر,,, ارتفاع أسعارالمواد الزراعية , غزو السوق المحلية بالمنتجات المستوردة الأجنبية لقلة سعرها عدم توفر تقنيات زراعية حديثة , تدني نوعية الأصناف المزروعة , مشاكل التسويق وعدم توفر طرق متطورة زراعية حديثة ، كل هذه العوامل أدت إلى تدهور الزراعة في البحرين ونحن في وزارة شئون البلديات والزراعة ( الشئون الزراعية ) الجهة المسئولة عن هذه الثروة الوطنية تراء ضرورة التقييد بأنظمة الزراعة الحديثة والتوجهات الموصى بها عبر الجهات المسئولة في الإرشاد الزراعي وبذل المزيد من الجهود عبر الدراسات والأبحاث عبر الوسائل العلمية الحديثة التي تسهم في التغلب على الظروف البيئية من خلال وضع الخطط العلمية المدروسة الكفيلة والمساعدة لتغلب على معوقات الزراعة مما يعني التقليل من عوامل الظروف البيئية المؤثرة على النباتات واستمرارية أفضل لنمو النباتات
الشئون الزراعية
وحدة أبحاث الأشجار المثمرة فني زراعي/ محمد باقر عطية
وزارة شئون البلديات والزراعة