تقنيات متطورة لرفع جودة المحصول... والبحرين قادرة على تحقيق الأمن الغذائي
«الزراعة»: خطط وبرامج متكاملة لدعم وزيادة الإنتاج الزراعي
الوسط - صادق الحلواجي
قال رئيس الخدمات الإرشادية والإعلامية بإدارة الإرشاد والعلاقة الزراعية بوزارة شئون البلديات والزراعة محمد الهندي لـ «الوسط»، إن الإدارة بدأت منذ مطلع العام 2009 في تفعيل عدد من البرامج والخطط المعدة لدعم المزارعين البحرينيين وزيادة الإنتاج الزراعي البحريني.
وذكر أن «الإدارة تسعى دائما مع بداية كل عام لتدريب المزارعين البحرينيين وإدخالهم في برامج وعمليات إنتاجية تحقق لهم مكاسب اقتصادية كبيرة على أساس كلفة منخفضة نسبيا، وذلك من خلال تطبيق التقنيات الزراعية الحديثة والمتطورة التي تتناسب مع ظروف وأجواء البحرين للرقي بجودة المحصول ونوعه».
وأفاد الهندي على هامش إعلان وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي مؤخرا عن قرب إبرام عقد مع شركة لتسويق المنتجات الزراعية المحلية، بأن «إنشاء شركة لتسويق المنتجات الزراعية سحيل بدوره مشكلة أساسية يعاني منها المزارعون البحرينيون، حيث إن وجود مثل هذه الشركة سيشعر المزارعين بالاطمئنان بشأن تصريف المنتجات الزراعية عبر وجود شركة بإمكانيات كبيرة يمكن أن تعمل على رفع كمية ونوعية المنتج المحلي.
وأوضح أنه «أصبح بالإمكان أن تؤدي الشركة إلى وجود منتج وطني ذي جودة عالية ومنافس في السوق المحلية، ولابد من إعطاء المنتج المحلي الأولوية بالنسبة لجميع المستهلكين من مواطنين ووافدين، إلى جانب الفنادق والمستشفيات وغيرها».
وتابع الهندي: «وجود مثل هذه الشركة يمكن أن ينظم عمليات البيع لمثل هؤلاء المستهلكين، وأن يعطي دفعة قوية للمنتج المحلي لزيادة كميات الإنتاج ورفع نسبة الأمن الغذائي المحلي، وخصوصا عندما تعتمد مثل هذه الشركة التقنيات الحديثة في عمليات الفرز والتعبئة وتجهيز المنتجات الزراعية».
وقال: «إن ستشمل هذه الشركة عمليات إنتاج الخضراوات والتمور، فنحن نأمل منها أن تكون رافدا ودعامة قوية للمزارعين لتحقيق الأهداف المنشودة منها حين تتوفر لها كافة التسهيلات اللوجستية والمادية».
وتابع رئيس الخدمات الإرشادية: «الإدارة وضعت للعام الجاري خطة عمل عامة منها إنشاء المشاتل الحديثة والمعدة للإنتاج الزراعي الحديث بحسب القدرات والمساحات المتوافرة لدى المزارعين، وذلك بمواصفات تقنية تلاءم الظروف المناخية وخصوصا أن الزراعة المحمية انتشرت في البحرين نظرا للنتائج التي لمسها المزارعون بعد عدد من الندوات والفعاليات التي قامت بها الإدارة لتعريفهم وتوعيتهم بفوائد تلك الطرق من الزراعة».
ولفت الهندي إلى أن «الإدارة تسعى لاستخدام طرق الري الحديثة التي تستهلك أقل قدر من المياه وتغطي مساحة مزروعة واسعة»، مبينا أن «الإنتاج المحلي من الخضراوات يمثل نسبة 20 في المئة، و80 في المئة المتبقية مستوردة من الخارج بحسب معدلات الطلب. كما أن هناك بعض أصناف الخضراوات يتراوح الإنتاج المحلي فيها من 25 إلى 75 في المئة، وأن تفاوت النسبة راجع إلى الظروف المناخية، علما بأنها تعد نسبة ممتازة جدا حال غطت 75 في المئة من معدلات الطلب في السوق المحلية».
وواصل في حديثه عن الاهتمام بالزراعة بشكل عام، وقال «إنه كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الاهتمام بدور الزراعة ومساهمتها في توفير الغذاء لسكان العالم، وعقدت على إثرها المؤتمرات والندوات وورش العمل العالمية، وذلك للخروج برؤى تعمل على زيادة الإنتاج الزراعي من خلال الإسهام بتوفير المستلزمات الأولية لعمليات الإنتاج الزراعي لتمكين المزارعين من الإنتاج»، موضحا أن «البحرين من الدول ذات الإمكانات الزراعية المحدودة، إلا أنه بالإمكان زيادة مساهمة الإنتاج الزراعي في توفير الاحتياجات المحلية من المنتجات الزراعية المحلية من خلال تقديم خدمات الدعم».
وأردف الهندي «لعلنا لا نغفل دور الشباب الباحث عن فرص عمل لجعلهم عناصر منتجة ومساهمة في القطاعات الاقتصادية المجدية ولعل الزراعة هي أحدى هذه القطاعات، وتحويلهم إلى مستثمرين محليين يسعون إلى توطين التكنولوجيا المتقدمة لتقليل كلف الإنتاج وتوفير منتجات زراعية عالية الجودة من خلال تبني فكرة الحاضنات الزراعية، وتبني برامج تدريب وتنمية رواد الأعمال في مجال الزراعة بالتعاون مع عدة جهات كبنك البحرين للتنمية، منظمة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة (اليونيدو)، بالإضافة إلى شئون الزراعة بحيث يشمل هذا البرنامج أربع مراحل وهي التدريب الفني والإداري، المشورة والربط التكنولوجي، ومرحلة الاحتضان. ويكون لكل من هذه الجهات دوره في المساهمة والعمل كفريق مشترك باحتضان وتطوير المشاريع الصغيرة وتشجيع الأعمال من الشباب للانخراط فيها».
وبيّن رئيس الخدمات الإرشادية أن الإدارة مازالت تواصل أعمال تنفيذ عدد من البرامج والخطط المعدة لدعم المزارعين البحرينيين وزيادة الإنتاج الزراعي البحريني. حيث نظمت مؤخرا على سبيل المثال أياما حقلية للمزارعين لاستعراض ومشاهدة نتائج استخدام عملية التعقيم الشمسي في البيوت المحمية.
وكانت الإدارة قد نفذت هذه العملية في عشرين بيتا محميا بأحد المزارع بمنطقة بوري زرعت بمحصول الطماطم، مع وجود بيتين للمقارنة لم يتم فيهما استخدام هذه التقنية، وقد حضر العرض عدد من المزارعين والمهندسين الزراعيين والمهتمين بالمجال الزراعي، إذ تم استعراض الفروقات في كمية الإنتاج ومواصفات الثمار بين المساحات المعاملة وغير المعاملة، فقد لوحظ زيادة كمية الثمار في حالة استخدام هذه العملية وكذلك خلوها من الإصابة بآفات التربة.
واختتم الهندي تصريحه موضحا أن الوزارة تقوم بتوفير الأغطية البلاستيكية والمواد المستخدمة في هذه التقنية بأسعار مدعومة للمزارعين تشجيعا لهم على تبني هذه العملية، مضيفا أن أعداد المزارعين الذين يتبنون استخدام عملية التعقيم الشمسي تتزايد باستمرار بعد وقوفهم على النتائج الإيجابية المتحققة من جراء تنفيذ هذه العملية
العدد : 2641 | الأحد 29 نوفمبر 2009م الموافق 12 ذي الحجة 1430 هـ