قال منسق مشرع التنمية المستدامة لنظم إنتاج النخيل لدول مجلس التعاون، محمد عويّن،
لـ «الوسط»، إن دول الخليج تنتج 2000 صنف مختلف من التمور سنويا، وعلى أراضٍ مساحتها 365 هكتارا مخصصة لزراعة النخيل، لافتا إلى أن التمور تلعب دورا اجتماعيا واقتصاديا.
وأفاد عويّن بأن البحرين ودول الخليج أيضا تواجه مشكلات كبيرة فيما بعد الحصاد، فهي بحاجة إلى تقنيات للتخزين قد لا تتوافر لدى الكثير منها حاليا، حيث لا توجد في الخليج صناعة لتحويل التمور إلى صنعة ذات صدى اقتصادي عالمي، ولذلك تكون الخسارة فيما بعد الحصاد مرتفعة جدا.
وأوضح، على هامش استضافة البحرين اجتماع اللجنة التوجيهية والفنية لمشروع التنمية المستدامة لنظم إنتاج النخيل في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن المشروع يعمل حاليا على 3 بنود رئيسية، أهمها التعرف على الآفات والعناية بالنخيل للتغلب على المشكلات، ومن ثم الانتقال للتقنية الإلكترونية فيما بعد الحصاد، إلى جانب تقوية القدرات الإنتاجية لدى كل دولة، فالهدف الرئيسي يتمركز في زيادة الإنتاج بمواصفات وجودة عالية على حد سواء.
وبيَّن عوين أنه لتلافي تكرار العمليات في كل دولة، تم اختيار دول من بين هذه الدول، يتم التركيز على مجال دون آخر، فمثلا تم تكليف مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بإجراء بحوث ودراسات عن الآفات والأمراض التي تتعرض لها النخلة، فالبحرين عملت مسحا مبدئيا للأمراض وتعرفت على 44 نوعا من الآفات، علما بأنها ستستمر خلال العامين 2009 – 2010 في عمل هذا المسح وعمل خريطة عمل للمتابعة.
وأشار منسق المشروع إلى أن دول الخليج ومن بينها البحرين ستشارك في ندوة لمكافحة السوسة الخضراء (الأكثر ضررا وانتشارا في البحرين) في إيطاليا.
كما استعرض توجه دول التعاون الخليجي إلى استعمال التقنيات الحديثة فيما يتعلق بالإنتاج وإدارة المحصول، حيث التلقيح السائل مثلا يعطي نتائج التلقيح التقليدي نفسه والذي يستغرق وقتا وجهدا أكبر.
وتطرق إلى وجود فكرة مشروع قيد الدراسة لاستعمال التمور في تغذية الأطفال، وخصوصا أن الدراسات أثبتت احتواء التمر على جميع المواد التي يحتاجها جسمه إلى النمو كما الحليب.
ونوّه إلى أن «قادة الدول العربية وافقوا خلال قمة الرياض في العام 2007 على استراتيجية زراعية عربية مستدامة، لذا فإننا معنيّون جميعا بدعم وتشجيع مشاريع التعاون العربي الزراعي المشترك، ومنها ذلك المشروع البحثي الإقليمي لنخيل التمر لتبادل المعلومات المتوافرة والخبرات بشأن النخيل بدول المجلس، بهدف رفع كفاءة بحوث وتقنيات الإكثار ورفع الإنتاجية والوقاية من الآفات وتحسين معاملات ما بعد الحصاد».
وأوضح منسق المشروع أنه «استثمارا للنتائج التي حققها المشروع فقد تم إنتاج وتوزيع النخيل المنتجة بالزراعة النسيجية في بعض دول المجلس، وتبني استراتيجية لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء».
من جهته، أشار نائب المدير العام للإيكاردا لشئون التعاون الدولي، كامل شديد، أن الدول العربية بصفة عامة، ودول مجلس التعاون على وجه التحديد تعاني من فجوة غذائية متزايدة، حيث تشكل واردات الغذاء نحو 65 في المئة من احتياجاتها الاستهلاكية.
وأشاد نائب مدير المركز بما حققته بعض دول المجلس من نجاحات مهمة في مجال تطوير الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي، إلا أن محدودية المياه وندرتها والتغيرات المناخية والتزايد السكاني المستمر تهدد ديمومة واستمرار هذه النجاحات.
الوسط - صادق الحلواجي
الوسط - العدد : 2712 | الإثنين 08 فبراير 2010م الموافق 24 صفر 1431هـ